- وعلى هذا فموقع التسبيح هنا موقع النتيجة لما قبلها.
يقول أبو السعود في تفسيره: "ثمّ استنتج منه تنزهه عن الشركاء بقوله ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ٤.
وقال ابن عاشور أيضاً بما يشير إلى هذه العلاقة عن جملة التسبيح أنها "مستأنفة لإنشاء تنزيه الله تعالى عن الشريك في الإلهية، وموقعها بين الجملتين السابقتين موقع النتيجة من القياس"١.
لطيفة:
ذكر الآلوسي٢ لطيفة في وجه التعبير بالمضارع في قوله ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ حيث قال: "والتعبير بالمضارع لما في الشرك من الغرابة، أو للإشعار باستمراره وتجدده منهم"٣

١ تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: ج٢١ ص١٠٨.
٢ هو محمود بن عبد الله الحسيني الآلوسي، شهاب الدين، أبو الثناء: مفسر ومحدث وأديب، من أهل بغداد مولده ووفاته بها، كان سلفي الاعتقاد مجتهداً تقلد الإفتاء ببلده عام ١٢٤٨هـ، وعزل فانقطع للعلم ثم سافر في ١٢٦٢هـ إلى الموصل فالآستانة ومرّ بماردين وسيواس ثم عاد إلى بغداد إلى أن توفي بها، ونسبته إلىجزيرة (آلوس) في وسط الفرات. ولد عام ١٢١٧هـ وتوفي عام ١٢٧٠هـ من أشهر كتبه: روح المعاني، المقامات (انظر الأعلام للزركلي: ج١ ص١٧٦).
٣ تفسير الآلوسي (روح المعاني) : ج٢١ ص٤٧،


الصفحة التالية
Icon