الضفادع، الدم، والطمس والسنين ونقص الثمرات.
وذكرهم بأيام الله: أي ببلائه ونعمائه.
معنى الآيات:
قوله تعالى: ﴿آلر﴾ الله أعلم بمراده وقوله: ﴿كتاب أنزلناه﴾ أي هذا كتاب عظم القدر أنزلناه إليك يا رسولنا لتخرج الناس١ من الظلمات أي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم الشرعي، وذلك ﴿بإذن ربهم﴾ أي بتوفيقه ومعونته ﴿إلى صراط العزيز الحميد﴾ أي إلى طريق العزيز٢ الغالب الحميد أي المحمود بآلائه وافضالاته على عباده وسائر مخلوقاته ﴿الله٣ الذي له ما في السموات وما في الأرض﴾ خلقا وملكا وتصريفا وتدبيرا، هذا هو الله صاحب الصراط الموصل إلى الإسعاد والإكمال البشرى، والكافرون معرضون بل ويصدون عنه فويل لهم من عذاب شديد، الكافرون ﴿الذين يستحبون الحياة الدنيا﴾ ٤ أي يفضلون الحياة الدنيا فيعملون للدنيا ويتركون العمل للآخرة لعدم إيمانهم بها ﴿ويصدون﴾ أنفسهم وغيرهم أيضاً ﴿عن سبيل الله﴾ أي الإسلام ﴿ويبغونها عوجاً﴾ أي معوجة إنهم يريدون من الإسلام أن يوافقهم في أهوائهم وما يشتهون حتى يقبلوه ويرضوا به دينا قال تعالى: ﴿أولئك في ضلال بعيد﴾ إنهم بهذا السلوك المتمثل في إيثار الدنيا على الآخرة والصد عن الإسلام، ومحاولة تسخير الإسلام لتحقيق أطماعهم وشهواتهم في ضلال بعيد لا يمكن لصاحبه أن يرجع منه إلى الهدى، وقوله تعالى في الآية (٤) من هذا السياق ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ ٥ أي بلغتهم التي يتخاطبون بها ويتفاهمون لحكمة أن يبين لهم، والله بعد ذلك يضل من يشاء إضلاله
٢ الطريق هو الإسلام دين الله الذي لا يقل دينا غيره.
٣ قرأ نافع برفع اسم الجلالة، وقرأ الجمهور بالجر، واستجب بعضهم الجر إذا وصل والرفع إذا وقف وهو حسن ومن وصل وقف على وما في الأرض.
٤ قال ابن عباس وغيره: كل من آثر الدنيا وزهرتها واستحب البقاء في نعيمها على نعيم الآخرة وصد عن سبيل الله أي: صرف نفسه وغيره عن طاعة الله ورسوله فهو داخل في هذه الآية، وهي ذات وعيد شديد.
٥ لا حجة لغير العرب في هذه الآية إذ كل من ترجم له الإسلام بلغته وجب عليه الدخول فيه والحمل بشرائعه ليكمل ويسعد، وقد استعمرت برطانيا نصف العالم فتكلم الناس بلغتها وتعاملوا بها وهي لغة دنيا لا غير. فالواجب على غير العربي أن يتعلم لغة الإسلام ما أمكنه ذلك.