وابن عربي- في رأيي ورأي الكثير من العلماء: صوفي لا يقل في تطرفه وغموضه عن القاشاني وقد بلغ من أمر تطرفه وغموضه حدا جعل بعض العلماء يرمونه بالكفر والزندقة، وذلك لما كان يدين به من القول بوحدة الوجود ولما كان يصدر عنه من المقالات الموهمة التي تحمل في ظاهرها كل معاني الكفر والزندقة وبين يدي كثير من النصوص الشاهدة على ذلك، نقلتها من مؤلفاته وأهمها "الفتوحات المكية" ومن الناقمين على ابن عربي: الحافظ الذهبي، وابن تيمية، ولقد بلغ من عداوة بعض الناس لابن عربي، أنهم حاولوا اغتياله بمصر.
وبعض الناس يحسن الظن بابن عربي، ومن هؤلاء الإمام السيوطي، ولكنه إذ يزكيه ويعتقد ولايته، يحرم النظر في كتبه وذلك حيث يقول فما كتابه "تنبيه الغبي على تنزيه ابن عربي" ما نصه: "والقول الفصل في ابن عربي اعتقاد ولايته، وتحريم النظر في كتبه، وذلك لأن الصوفية تواضعوا على ألفاظ اصطلحوا عليها، وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر كفر".
وقال الحافظ الذهبي في ابن عربي: "وله توسع في الكلام وذكاء وقوة خاطر، وحافظة وتدقيق في التصوف وتآليفه جمة في العرفان، ولولا شطحه في الكلام لم يكن به بأس".
ومهما يكن من شيء فابن عربي والقاشاني كلاهما معقد في أفكاره، موهم في ألفاظه وتعابيره، مشكل أكثر ما يقول..
وسواء أكان التفسير الذي نحن بصدده لابن عربي أم كان للقاشاني، فإن مؤلفه قد جمع فيه بين التفسير الصوفي النظري وبين التفسير الإشاري أو الباطني، ولم يتعرض فيه للكلام عن التفسير الظاهر بحال من الأحوال، وقد التزم هو في مقدمة تفسيره بالاكتفاء