بالتفسير الباطني دون التعرض للتفسير الظاهر فقال: "فرأيت أن أعلق على بعض ما سنح لي في الأوقات من أسرار حقائق البطون وأنوار شوارق المطلعات، دون ما يتعلق بالظواهر والحدود فإنه قد عين لها حد محدود" اهـ. ج١ ص ٤، ٥، من المطبوع أخيرا.
وما في الكتاب من التفسير الصوفي النظري، فغالبه يقوم على مذهب وحدة الوجود، ذلك المذهب الذي كان له أثر سيء في تفسير القرآن الكريم.
وأما ما فيه من التفسير الإشاري، فكثير منه لا نفهم له معنى، ولا نجد له من سياق الآية أو لفظها ما يدل عليه، ولو أن مؤلف هذا التفسير كان واضحا في كلامه أو جمع بين التفسير الظاهر والباطن لهان الأمر إلى حد ما، ولكنه لم يفعل شيئا من ذلك، مما جعل الكتاب مغلقا، وموهما لمن يقرؤه أن هذا مراد الله من كلامه.
والكتاب في جملته إن لم يكن تفسيرا باطنيا. فهو أشبه ما يكون به، من ناحية ما فيه من تفسيرات تقوم على نظرية وحدة الوجود، وما فيه من المعاني الإشارية البعيدة، ثم هو بعد ذلك يورد أحاديث لا أصل لها، وفيما يلي نماذج من هذا التفسير تكشف عما فيه من زيغ وفساد:
"أ" من الأحاديث التي لا أصل لها:
قال عند شرحه للبسملة ما نصه:
"سئل رسول الله ﷺ عن ألف الباء- من باسم الله الرحمن الرحيم- إلى أين ذهبت؟ قال: "سرقها الشيطان " وأمر- يعني رسول الله ﷺ - بتطويل باء "باسم الله" تعويضا عن ألفها، إشارة إلى احتجاب ألوهية الآلهية في صورة الرحمة الإنتشارية، وظهورها في الصورة الإنسانية، بحيث لا يعرفها إلا أهلها" اهـ. ج١ ص ٩. من النسخة الحديثة.