والكتف، والعسيب فيه الكتاب، فمن أتاه بشيء قال: أنت سمعته من
رسول الله - ﷺ -؟
ثم قال: أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال
فأي الناس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فليكتب زيد وَلْيُمِل سعيد.
قال: فكتب مصاحف فقسَّمها في الأمصار، فما رأيت أحدًا عاب ذلك
عليه.
ومن الأسباب الباعثة لعثمان، رضي الله عنه، على ما فعل في
المصاحف ما رآه حذيفة من الاختلاف.
قال عبد الله: نا محمد بن عوف، قال: نا أبو اليمان، قال: أنا
شعيب عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك الأنصاري أن حذيفة قدم على
عثمان بن عفان في ولايته، وكان يغزو مع أهل العراق قِبَل أرمينية، ثم
اجتمع أهل العراق، وأهل الشام يتنازعون القرآن حتى سمع حذيفة من
اختلافهم فيه ما ذعره، فركب حذيفة حتى قدم على عثمان، فقال: يا
أمير المؤمنين: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود.
والنصارى في الكتب، ففزع لذلك عثمان.
فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إليَّ بالصحف التي جمع فيها القرآن فأرسلت بها إليه حفصة، فأمر عثمان زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن هشام أن ينسخوها في المصاحف.
قال عبد الله: حدثنا محمد بن بشار - نا عبد الأعلى، نا هشام عن