وقال أبو عبيد: أخبرنا ابن أبي مريم، عن عبد الجبار بن عمر، أنه
سمع كتاب عمر بن عبد العزيز يقرأ: استفتحوا بـ
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)..
وكان عمر بن عبد العزيز، رحمه الله: يقتدي بعمل أهل
المدينة، ويحمل عليه الناس.
وقال الشافعيّ، رضي الله عنه: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز
قال: أنبأنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم، أن أبا
بكر بن حفص بن عمر بن سعيد أخبره، أن أنس بن مالك أخبره، قال:
صلَّى معاوية بالمدينة صلاة يجهر فيها بالقراءة فلم يقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، ولم يكبر في الخفض والرفع، فلما فرغ ناداه
المهاجرون والأنصار: يا معاوية نقصت الصلاة
أين (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ؟
وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟
فكان إذا صلَّى بهم بعد ذلك قرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وكبَّر.
وهذا يدل على أن الجهر بها في أول الفاتحة في الصلاة من عمل
أهل المدينة، وأنها آية منها لقولهم: نقصت الصلاة.
وروى عكرمة، عن ابن عباس أنّه كان يفتتح ب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يجهر بها، وكان يقول: إنما ذلك شيء سرقه الشيطان
من الناس.
وأما من لم يعدّها آية من الفاتحة.
وأسقطها منها، فإنه احتج بما رواه قيس بن عباية قال: حدّثني ابن عبد الله بن مغَفَّل عن أبيه، قال:


الصفحة التالية
Icon