فأمر الله لمن استقام على عهده، ولم ينقضه بأن يتمَّ له عهده.
وأن يؤخر من نقض عهده وظاهر على النبي - ﷺ - أربعة أشهر، قال الله عز وجل: (فَسِيْحُوْا فِي الأرْضِ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ).
ففسح لمن كان له عهد، ونقض قبل انتهائه، ومن له أربعة أشهر فما دون أن يتصرفوا في الأرض مقبلين ومدبرين، ثم لا أمان لهم بعد ذلك.
قال مجاهد: أولها من يوم النحر إلى عشر من ربيع الآخر.
وقال الزهري: أولها من شوَال، وآخرها آخر محرم، وتسمى أشهر السماحة
أيضاً؛ لأنه سمح لهم فيها بالتصرف.
وقال ابن عباس: من لم يكن له عهد فإنما جعل أجله خمسين
ليلة، عشرين من ذي الحجة والمحرم يدل على ذلك قوله عزَّ وجلَّ:
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ)
وكان النداء بسورة براءة يوم عرفة، وبه يتم خمسون ليلة، وقيل: يوم النحر، ونزلت براءة أول شوال، ومن ذلك اليوم أجَل أربعة أشهر لأهل العهد.
وقال الزهري: من أول شوال هو أول الأربعة أشهر وهو
للجميع، فمن كان له عهد كان أجله أربعة أشهر من ذلك الوقت، ومن لم
يكن له عهد انسلاخ الأشهر الحرم فذلك أربعة أشهرْ أيضاً.
السادس والعشرون قوله عز وجل: (أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) الآية، قيل: معناه: ولا الذين جاؤوكم قد ضاقت صدورهم عن قتالكم، وعن قتال قومهم.
قال الحسن، وعكرمة،