فقال المنافقون، والمشركون: قد أعلمه الله ما يفعل به، وما يفعل بأصحابه.
فماذا يفعل بنا؟ فنزلت (بَشرِ المُنَافِقِينَ بِأن لَهُمْ عَذَاباً ألِيماً).
ونزلت (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ)، من أهِل المدينة.
(وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ)، من أهل مكة، وغيرهم (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ...).
وقال ابن أبي: هب أنه غلب اليهود، فكيف له قدرة بفارس
والروم؟ فنزلت (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
أكثر من فارس والروم.
قال: وليس فىِ كتاب الله عز وجل كلمات منسوخة، نسختها سبع آيات إلا هذه.
وقال مكي بن أبي طالب، رحمه الله: روي عن ابن عباس
أنه قال: نسخها (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) الآية قال: وإلى
هذا ذهب ابن حبيب؛ لأن الله جل ذكره قد أعلمه حاله، وأنه مغفور له
كل ذنوبه في الآخرة.
قال مكي: وهذا يجوز على قول من قال: معناها: ما يفعل بي، ولا بكم في الآخرة؟ قال: فأما من قال: ما يفعل بي، ولا بكم في الدنيا من تقلب الأحوال فيها، فالآية عنده محكمة، وهو قول الحسن، رحمه الله، وهو قول حَسَنٌ؛ لأنّ النبي - ﷺ -


الصفحة التالية
Icon