قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) الآيات
قال خليدٌ المصريُّ في قولِهِ تعالى: (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥"، قالَ: في وسطِهَا ورأى جماجمَ تغْلِي فقال: فلانٌ؛ واللَّه لولا أنَّ اللَّهَ
عزَّ وجلَّ عرفَهُ إيَّاهُ لما عرفَهُ لقد تغير حبره وسبره فعندَ ذلك يقولُْ (تَاللهِ إِن
كِدتَّ لَتُرْدِينِ)، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣)، الآيات.
روى أبو الزعراء عن ابنِ مسعودٍ أنه لا يتركُ في النارِ غير هؤلاءِ الأربعةِ قال: وليسَ فيهم من خيرٍ.
وفي حديثِ مسكينِ أبي فاطمة عن اليمان بنِ يزيدَ، عن محمدِ بنِ حميرٍ.
عن محمدِ بنِ علي، عن أبيه، عن جده عن النبيِّ - ﷺ - في خروج أهلِ التوحيدِ من النارِ، قالَ: "ثم يقولُ اللَهُ لأهلِ الجنةِ: اطلعوا إلى من بقيَ في النارِ، فيطلعونَ إليهم فيقولون: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣).
أي: إنَّا لم نكن منهم لو كنا لخرجْنَا معهم "، خرَّجه الإسماعيليُّ
وغيرُهُ، وهو منكر كما سبقَ ذكرُهُ.
قال الإمامُ أحمدُ: حدثنا علي بنُ حفصٍ، حدثنا الثوريُّ، عن أبي خالدٍ.
عن الشعبيِّ، قال: يشرفُ قوم في الجنة على قومٍ في النارِ فيقولونَ: ما لكم
في النارِ، وإنَّما كنا نعملُ بما كنتم تعلًّمون؟ فيقولونَ: إنا كُنَّا نعلِّمُكم ولا
نعملُ به.


الصفحة التالية
Icon