قال ابنُ عمرَ: لا يصيبُ عبدٌ من الدنيا شيئًا إلا نقصَ من درجاتِهِ عندَ
اللهِ، وإن كان عليه كريمًا.
خرَّجه ابنُ أبي الدنيا بإسنادٍ جيدٍ.
وروي مرفوعًا من حديثِ عائشةَ بإسنادٍ فيه نظر.
وروى الإمامُ أحمدُ في كتابِ "الزهدِ" بإسنادِهِ: أنَّ رجلاً دخل عَلى معاويةَ
فكساهُ، فخرجَ فمر على أبي مسعود الأنصاريَ ورجلٍ آخرَ من الصَّحابةِ.
فقالَ أحدُهُما له: خذها منْ حسناتِك، وقال الآخرُ: من طيِّباتِك.
وبإسنادِهِ عن عمرَ قال: لولا أن تنقصَ حسناتِي لخالطتكم في لِين
عَيْشِكُم، ولكنِّي سمعتُ اللَّهَ عيَرَ قومًا فقال: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُم
الدُّنْيَا).
وقال الفُضيلُ بنُ عياضٍ: إن شئتَ استقلَّ من الدُّنيا، وإن شئتَ استكثرْ
منها، فإنَّما تأخُذُ من كِيسكَ.
ويشهد لهذا أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّم عَلى عبادِهِ أشياءَ من فضولِ شهواتِ
الدنيا وزينتِهَا وبهجتِهَا، حيثُ لم يكونُوا محتاجينَ إليه، وادَّخره لهم عندَهُ في
الآخرةِ، وقد وقعتِ الإشارةُ إلى هذا بقولِهِ عزَّ وجلًّ: (وَلَوْلا أَن يَكونَ النَّاس
أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِن فِضَّةٍ) إلى قولِهِْ
(وإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ).
وصحَّ عن النبيِّ - ﷺ - أنَّه قال: "منْ لَبِسَ الحريرَ في الدُّنيا لم يلبسْه في الآخرةِ".
ومن شرِبَ الخمرَ في الدنيا لم يشربْها في الآخرةِ"،