وقد قيلَ: إنَّه يدخلُ فيه صلاةُ الظهرِ والعصرِ، لأنَّهما فى الطَرَفِ الأخيرِ.
وزُلَفُ الليلِ يدخلُ فيه المغربُ والعشاءُ.
وكذا قالَ قتادةُ: إنَّ زُلَفَ الليلِ يدخلُ فيه المغربُ والعشاءُ، وإنَّ طرفي
النهارِ يدخلُ فيه الفجرُ والعصر.
ورُويَ عن الحسنِ، أنه قال في قولِهِ: (طَرَفَىِ النَّهَارِ)، قال:
صلاةُ الفجرِ، والطرفُ الآخرِ الظهرُ والعصرُ
(وَزُلَفًا مّنَ اللَّيْلِ) المغربُ والعشاء.
وكذلك قولُهُ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ).
وفي الحديثِ الصحيح عن جريرٍ البجليّ حديثُ الرؤية:
"فإنْ استطعتُم أن لا تُغْلَبُوا على صلاةٍ قبلَ طلوع الشمسِ وقبلِ غروبِها فافعلُوا"، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا).
وقد أدرجَ أكثرُ الرواةِ القراءةَ في الحديثِ، وبيَّن بعضُهم: أنَ جريرًا هو
الذي قرأ ذلك، فبَيَّن أن صلاةَ الصبح وصلاةَ العصرِ يدخلُ في التسبيح قبل
طلوع الشمسِ وقبلَ غروبِها، وأمَّا التسبيحُ من آناءِ الليلِ فيدخلُ فيه صلاةُ
المغربِ وصلاةُ العشاءِ. وقولُهُ: (وَأَطْرَافَ النَّهَارِ) يدخلُ فيه صلاةُ
الفجر وصلاةُ العصرِ، وربما دخلتْ فيه صلاةُ الظهرِ، لأنها في أول طرفِ
النهارِ الآخرِ.
وقال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (٤٠).


الصفحة التالية
Icon