سُورَةُ الحَاقَّةِ
قوله تعالى: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤)
فالأشقياءُ في البرزخ في عيشٍ ضنكٍ، قال اللَّه تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا).
وقد رُوي عن أبي سعيدٍ الخدري، مرفوعًا وموقوفًا: أن المعيشةَ الضنكَ
عذابُ القبرِ. يضيقُ عليه قبرُهُ حتى تختلفَ أضلاعُه، ويسلَّط عليه تسعةٌ
وتسعونَ تنينًا.
وأمَّا عيشُهم في الآخرة فأضيقُ وأضيقُ فأمَّا من طاب عيشُه بعدَ الموتِ فإنَّ
طيبَ عيشِهِ لا ينقطع بلْ كلَّما جاء تزايدَ طيبُه.
ولهذا سُئِلَ بعضُهم: منْ أنعمُ الناس؟
فقال: أجسام في الترابِ قد أَمِنَت العذابَ فانتظرت الثوابَ فهذا في
البرزخ في عيشٍ طيبٍ.
ورُئي معروف في المنام بعد موتِهِ وهو ينُشد:
موتُ التقي حياة لا نفادَ لها... قد ماتَ قوم وهم في الناسِ أحياءُ
وكان إبراهيم بنُ أدهم ينشدُ:
ما أحدٌ أنعم منْ مُفرد... في قبرِهِ أعمالُه تؤنسُه
منعَّم الجسم وفي روضةٍ... زيَّنها اللَهُ فهي مجلسُه