سُورَةُ العَلَقِ
قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠)
[قالَ البخاريُّ] : قال ابنُ عباسٍ: حدثني أبو سفيانَ في حديثِ هرقلَ.
فقال: يأمرنا - يعني: النبيَّ - ﷺ - بالصَّلاةِ والصِّدْقِ والعفافِ.
حديث أبي سفيانَ هذا قد خرَّجَه البخاريُّ بتمامِهِ في أولِ كتابِهِ، وهو يدلُّ
على أنَّ النبي - ﷺ - كان أهمُّ ما يأمرُ به أُمته الصلاةَ، كما يأمرُهم بالصدق والعفافِ، واشتهر ذلك حتى شاعَ بين الملَلِ المخالفينَ له في دِينه، فإنَّ أبا سفيان كان حينَ قال ذلك مُشْرِكًا، وكان هِرقْلُ نَصْرانيًا، ولم يزل - ﷺ - منذ بُعث يأمر بالصدقِ والعفافِ، ولم يزلْ يصلي - أيضًا - قبل أن تُفْرَض الصلاة.
وأولُ ما أُنزل عليه سورةُ: (اقْرَأْ بِاسْم رَبِّكَ)، وفي آخرها:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠).
إلى قوله: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩).
وقد نَزَلَتْ هذه الآياتُ بسببِ قولِ أبي جَهْلٍ: لئن رأيتُ محمدًا ساجدًا
عندَ البيتِ لأطأنَّ على عنُقِهِ.
وقد خرَّج هذا الحديثَ مسلم في "صحيحهِ "، وقد ذَكَرنا في أولِ كتابِ: