الأولى: الأحق بأن يحتاج ما دعا إليه من غيره، فالنبي - ﷺ - بهذه الصفة من أنه ينسى أن يختار ما دعا إليه على ما يدعو إليه غيره من نفس الإنسان أو سواه من العباد. وكذلك (الأولى) طاعة الله؛ لأنه ينبغي أن يختار على ترك طاعته نفس الشيء ذاته.
وقيل: نفس الإنسان يحتمل أن تكون أخذت من (النفس) ؛ لأن من شأنها التنفس وهو التروح، ويحتمل أن تكون من (النفاسة) ؛ لأنها أجل ما فيه وأكرمه، على مذهب من يرى أنه شيء مخصوص في هذا البدن، وهو خطأ عندنا.
﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ﴾ [٦] أولوا القرابات.
لما ذكر ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ في الحكم من جهة عظم الحرمة، قيل: [وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ] إلا ما ينبه الله في كتابه مما يجوز لأزواج النبي - ﷺ - أن يدعين أمهات المؤمنين.
ومعنى ﴿إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا﴾ أي: إلى أوليائكم من المؤمنين ما تعرف حسنته وصوابه.
وقيل: النبي - ﷺ - أحق أن يحكم في الإنسان بما لا يحكم به في نفسه لوجوب طاعته؛ إذ هي مقرونه بطاعة الله.