وقيل: الذي قال الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطّلب
وأميّة بن خلف.
وقيل: قالوا نتداول العبادة ليزول ما بيننا من البغضاء والعداوة.
وقرأ ﴿وَلِيْ دِينِ﴾
أبو عمرو وحمزة والكسائي، وقرأ الباقون ﴿وَلِيَ دِينِ﴾. بفتح الياء باختلاف عنهم.
التكرير لم يقع ولا تكرير في اللّفظ إلاّ في موضع واحد يستبين وجهه.
وذلك أن قوماً من المشركين سألوا رسول الله - ﷺ - مناقلة العبادة سنة يعبدون ما يعبد وسنة يعبد هو ما يعبدون لتزول العادة بوقوع العبادة على هذه الجهة فجاء الكلام على طريق الجواب لإنكار ما سألوا فقيل ﴿لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) ﴾
وهذا نفي منه لما يعبدون في الاستقبال.
ثم قال ﴿وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) ﴾
على نفي العبادة لما عبدوا في الماضي.
وهذا واضح في أنه لا تكرير في لفظه ولا في معناه، وأنه تصريف للعبادة فيه
إنكار لما سألوا على التفصيل الذي ذكروا.
وأما ﴿وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) ﴾
فعلى التكرير في اللفظ دون المعنى من قبل أن التقابل يوجب أن معناه ولا أنتم عابدون ما عبدت إلاّ أنه عدل بلفظه إلى أعبد للإشعار أن ما عبدت هو ما أعبد، واستغنى بما يوجه التقابل من معنى