الأخبار بعضها على بعض للتنبيه على النعم التي تقدّمت لرجاء الراجين، وأكملت بها منية المتمنّين، والخبر إذا جاء بعد خبر في مثل هذا المكان الذي تفصل فيه المواهب المرغب فيها، فحقه أن يعطف على ما قبله بالواو، وكقولك: هذا الجزاء كذا وكذا، أي هو ترك المؤاخذة بالذنب، والتنعيم في جنة الخلد، وتفضيله على كل جزاء جُزى به عامل، وذلك تشريف وكرامة.
وأما الآية في سورة العنكبوت فإن ما قبلها مبنيّ على أن يدرج الكلام فيه على جملة واحدة، وهى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا) فقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) مبتدأ، وقوله (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) في موضع خبره، وهذا الخبر يتصل به مفعولان الأول: قوله: (هم) والثاني قوله (غرفا) و (غرفا) نكرة موصوفة بقوله: (تجري من تحتها الأنهار) وقوله (خالدين فيها) حال من


الصفحة التالية
Icon