مجىء الجواب المتضمن لأفعالهم، ثم ذكر بعده ماتضمن الجزاء على أعمالهم، وإذا كان كذلك لم يحتج إلى الواو كما احتاج إليها ما في سورة الملائكة، لأن تلك تضمّ مابعدها إلى ما قبلها، كأنه قال: فينظروا كيف أُذلّوا وكانوا أعز منكم عزة، وكيف أضعفوا وكانوا أشدّ منكم قوة، أي لَحقهم ذلك في حال متناهية بهم من أحوال الدنيا فأُبدلوا بحالهم غيرَها، وقبل ذلك:... فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣)
، أي: ليس الكفار ينظرون إلا الهلاك المستأصل لهم، كما حكم الله تعالى به على الأمم قبلهم، والله تعالى سنّ ذلك في أمة كل نبىّ، بعده نبىٌّ آخر وحكم في هذه الأمهَ بأن لا تستأصل كما استؤصل غيرها، فلا الأمةُ التي حكم عليها بالهلاك يبدّل حكمُه فيها ويجعَل مكان الاستئصال الاستبقاء، ولا التي


الصفحة التالية
Icon