والضر سوء الحال من مرض في النفس. ونقص في المال، وهو الذي شكاه أيوب عليه السلام بقوله: (مسّني الضرّ... )، وقوله: (ثم إذا خوّلناه نعمة منا) أي: إذا أعطيناه بعد العلة صحةً، وبعد القلة ثروة، ادعى أنه أوتي ما أوتي بعلمه، وأنه جلب العافية إلى نفسه بطبه، وأنه لم تعاوده الصحة من قبل ربه، ويقول فيما يحسن من حاله: إني افتقرت من قبل لأني قصّرت، والآن عرفت كيف التأتى للاكتساب واستعادة الغنى بعد الافتقار، وتلك النعمة من الله، وهي فتنة له، أي تشديد في التكليف عليه لأنه يطالب بمعرفتها التي ذهب عنها وعن حكمها، وغفل عن شكر واهبها وألهاه.


الصفحة التالية
Icon