الانغماس في لذتها عن حمد من تفضّل بها وأكثر الناس لا يعمل بموجبها، فكأنه لا يعلمها، فهذا معنى: (ولكنّ أكثرهم لا يعلمون) ثم قال: (قد قالها الذين مِن قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)، أي: قد كفر مثل كفرهم مَن كان من قبلهم، فلما نزل عذاب الله بهم لم يملكوا دفعه بعلمهم ولا بمالهم، ولكن أصابتهم عقوبات ما ساء من أعمالسهم، والظالون في عصرك يا محمد سيصيبهم عقوبة ما عملوا، ثم فال: (أولم يعلموا أن الله) يوسّع على الفقير حتى يستغني ويفتح له أبواب الرزق حتى يثري، وأنه يضيّق على من يشاء أن يضيق عليه، ويُسْقِم من يشاء إسقامه، ويُصحّ من يشاء صحته، فقابل ما ادّعوه من العلم كما قال كافرهم: (إنما أوتيته على علم) بأن قال: هلاّ علمتم ما هو أوضح من أحوالكم، فتعلموا أن الخصب والجدب ليْسا بأيديكم، وكذلك المرض


الصفحة التالية
Icon