الآية الثالثة منها
قوله تعالى: (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٣٥).
وقال فى سورة النحل: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧).
للسائل أن يسأل عن الموضع الذي استعمل فيه "الذى" فى قوله (بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) وعن الموضع الذى استعمل فيه "ما" فى قوله: (بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
والجواب أن يقال: إنّ كل واحدة من الآيتين تقدّم فيها ما اقتضى حمل هذين المختلفين عليه أعنى "الذي"، و "ما" وهما إذا كانتا موصولتين بمعن، إلاّ فى قصور"ما" عمّا يتبع له "الذى" لأنك إذا قلت: رأيتُ ما عندك، لم يدخل تحتها