والجواب أن يقال: إنه إذ قصد توكيد معنى الشرط الذي تتضمنه "إذا" لقوة معنى الجزاء استعملت "ما" بعدها، وإذا لم يقصد ذلك لقرب معنى الجزاء من الشرط لم تستعمل، (ما) بعدها.
فقوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ) شهادة السمع وسائر الجوارح من المعاني القوية التي لا يقتضيها الشرط الذي هو المجيء، ألا ترى استنكارهم لها حين قالوا لجلودهم: (لِم شهدتم علينا) فأجابوا بأن: (قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء)، وليس كذلك (حتى إذا جاءوها فتحت أبوأبها) : ٧١، لأن المجيء يقتضي فتح الأبواب، وإن أضمِر في الثاني الجزاء على معنى: حتى إذا جاءوها نالوا المُنى عندها وأدركوا


الصفحة التالية
Icon