ثم قال: (وما يلقاّها إلا الذين صبروا) أي: ما يوفق لذلك إلا مَن ملك أمر نفسه، وصبر على احتمال الأذى من عدوه، ولا يوفق لذلك إلا مَن له نصيب وافر، وحظ جزيل من الإسلام. وهذا الذي بعث الله نبيه - ﷺ - وسائر المؤمنين عليه ما ينتهز الشيطان الفرصة عنده، ويبعث على عداوة من تجلب عداوته ضره، ويوسوس إلى الغضبان بالحمية والأنَفَة، وإذا كان الإنسان ثابت العزم، مالكاً لنفسه عند الغضب فجاءه من قبل الشيطان مثل ما ذكرت مما يحمل على خلاف ما رغّب الله تعالى فيه، ويدعو إلى معصيته، ووجد في نفسه فسادا يتزين له من جهة شيطانه فهو مأمور عند ذلك بالاستعاذة


الصفحة التالية
Icon