فعلين أحدهما: (إن كاد من عند الله) وختمه بقوله: (ثم كفرتم به) على معنى: أنكم بعد إمهالي لكم لتدبّره وحثّي إياكم على تأمله كان عاقبة أمركم: الكفر به، فلم يحسُن في المعنى إلاّ، (ثم)، للمهلة بين الاستدعاء إلى الحق، وخاتمة أفعالهم بالكفر وهو من مواضع "ثم".
وأما في سورة الأحقاف فإن قوله: (وكفرتم به) لم يجعله آخر ما أخبر به في القصة وخاتمة أمره معهم من الدعوة، بل ذكر (وكفرتم به) وعطف عليها أفعالا بعدها، وهى: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم) فكأنه قال: قابلتم بالكفر ما أتيت به؟ واحتج عليكم مِن بني إسرائيل مَن قرأ الكتب


الصفحة التالية
Icon