إن في ذلك لآية للمؤمنين، وقال في سورة ص: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا.. فأخبر أن في خلقهما بالحق آية للمؤمنين، وإن خلقهما باطلا لا ليعبَد فيهما ويطاع ظن الكافرين، كانت الآية الأولى من سورة الجاثية محمولة على ما تقدم من إثبات الآيات فيهما للمؤمنين، ومن تلك الآيات أنه لا شىء أعظم في الموجودات منها، ثم اتّساق النجوم فيها وتسخيرها على انتظام مما يدل على مدبِّرها، ثم وقوفها مع عظمها وثقل جرمها بغير دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها يدل على قدرة قادر لا يشبهه قادر، فمن وفّى النظر حقه في ذلك وفي


الصفحة التالية
Icon