سائر ما فيها من الآيات الأخر أداّه إلى الايمان بالله تعالى، فلذلك قال: (لآيات للمؤمنين) فخصهم لانتفاعهم بها، وإن كانت الآيات منصوبة لهم ولغيرهم، إلا أنهم لما لم ينتفعوا بها صارت كأنها لم تكن لهم آيات.
وأما قوله: (رفي خلقكم وما يبث من دابّة آيات لقوم يوقنون) فإن العجائب في خلق الحيوان، وما له من الأعضاء والحواس التي بها يدرك المحسوسات، ثم ما في باطنه من جواذب المواد التي بها قوام الحياة، ثم الروح التي بها ثبات الأجساد أكثر من أن تحصى وتعد، فإن عرضت شبهة لملحد بأن كون الولد بوطْءِ الوالد أمَّه، ومن نطفته يأخذ شبهة، فإنه يطرح ذلك