ويرتاح بالآيات التي ليس إلى الوالد فِعلُها ولا جارحة من جوارحه يحيط علمه بنشأتها والحكمة في تركيبها، فكيف أن يكون فاعلها تبارك وتعالى مَن صنعها وزيّنها بالعقل الذي هو من أكبر نعمه، فهذا هو المتفكر في ذلك ينتقل من ظن إلى علم، وتيقن بعد شك، واليقين علم يحصل بعد تشكك، فلذلك لا يوصف الله تعالى بأنه موقن، ويوصف بأنه عالم، فلهذا قال: (آيات لقوم يوقنون).
وأما الآية الأخيرة وهي: (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥)، فقد تقدم من قولنا في الفرق بين (يعقلون) و (يعلمون)، ما يبيّن الجواب عن الفائدة في اختصاص هذه الآية بقوله: (يعقلون) كما قال تعالى في سوره البقرة: