حكيما في أفعاله المخصوصة بالأوقات، فيقدّم ويؤخّر على مقتضى الحكمة لا على مقتضى إرادة الخليقة.
وأما قوله: (ولله جنود السموات والأرض) أي يملك مَن فيهما من الملائكة والإنس والجن، فإذا أراد تسليطهم على كفار عباده لينتقم منهم فعل، وقيل: (لله) أي: هم عبيد له وقيل: لطاعة الله جنود السموات والأرض، أي خلقوا لذلك، ومنها نصرة دينه.
وأما قوله بعد: (وكان الله عزيزا حكيما) فإنما جاء بعد قوله (ويعذبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات)، فذكر قدرته على عقابهم وقهره لهم بعذابهم، فلما عذّبهم بأن أذلّهم وأباح للمؤمنين قتلهم وغنّمهم أموالهم، كان هذا المكان مقتضيا أن يتصف الله تعالى بالقهر والعزة والحكمة فيما