محبوبه من حيث لا يقدر، ويوجه له رزقه من حيث لا يحتسب، وفي ضمنه أنه إذا طلّق لكراهة أحد القرينين لصاحبه وقارن ذلك تقوى الله فإن الله يسبب له القرينة الصالحة ولها القرين الصالح ويرزق أحدهما على يد الآخر من حيث لا يبلغه تقديره ولا يدركه حسبانه، وهذا وعد منه فى الدنيا ويصح له مثله فى الآخرة لأنه يجعل للمتقين منجى من عذابه، وأمنا من مخافته فيخرجهم من الغم إلى السرور، ومن الفزع إلى الأمن، ويعدّ لهم من كرامته وثوابه ونعمته ما يكتفون به ولا يحتاحون معه إلى غيره.
ويكون قوله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) مرادا به حال الآخرة إذ المتوكل على الله قد يضَام في الدنيا، وقد يقتل أيضا، هذا قول بعض أهل النظر، ويجوز أن يراد بالتوكل أن يكل أمره إليه، فيتبعه راضيا


الصفحة التالية
Icon