أخرجوكم..) " البقرة: ١٩١"، ثم قال: (.. ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه..) "ى البقرة: ١٩١"، وهذا مختص بقتال قوم مخصوصين من أهل الشرك، وهم نازلو الحرم، فاقتصر على الدين من غير توكيد على معنى: حتى يكون الدين حيث هؤلاء، ولا في كل مكان، لأنه لا يحصل بقتل مشركي مكة الدين في كل بلاد.
وقوله: (فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) أي: انتهوا عن كفرهم فلا عدوان عليهم، إنما العدوان على من أقام على الضلالة وظلم نفسه بلزوم الجهالة.
وأما في سورة الأنفال فالأمر ورد عاما في قتال كل الكافرين، ألا ترى أن قبل الآية: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف..) " الأنفال: ٣٨"، وليس هذا في طائفة من الكفار دون طائفة، فإذا كان كذلك، وقال بعده: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة..) أي: لا يكون شرك وكفر، اقتضى هذا


الصفحة التالية
Icon