ومعنى قوله: (تدخلوا الجنة) هو ما بينه في قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون..) " التوبة: ١١١" فكان في ذكر ذلك شحذ لبصائرهم في الجهاد، وحملهم على الاقتداء بفرق الصلاح وأمم الأنبياء صلوات الله عليهم قبلهم وتأنيس لهم بالصبر على ما حل بهم حتى حمدوا عاقبة أمرهم.
وأما الآية الثانية في سورة آل عمران وهي: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) " أل عمران: ١٤٢" فهي خطاب للمسلمين الذين نالهم من قتال المشركين جراحات، لأنه قال فيها: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله..) " آل عمران: ١٤٠" فقال: أم حسبتم أن تنالوا الجنة ولما تجاهدوا الأعداء من الكفار فيعلم الله ذلك منكم، ولما تصبروا صبرا


الصفحة التالية
Icon