ويفخر، وقال عقيب ذلك: (والله لا يحب من كان مختالا فخورا)، وإنما عقبها ب (الذين يبخلون) الحديد: ٢٤ لأن المتقدم عليه (إن المصدقين والمصدقات
وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم..) الحديد: ١٨ فكأنه حثهم على الصدقة وإقراض الله تعالى، فإن من لم يفعل ذلك يكون بخيلا، والله لا يحب البخيل.
وأما الفرق بين الواو وإن فإن الواو في أكثر الأحوال لا تكون أجنبية مما قبلها بخلاف إن فإنها كلمة أجنبية من الكلمتين وضعت لابتداء الكلام، ففي سورة البقرة وسورة الحديد الكلام متصل بعضه ببعض، فذكره بواو حيث قال: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) فوصلها بالواو، وكذلك في الحديد: (ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور).
والإختيال والفخر إنما يكونان من الفرح، فيجمع بينهما بواو.
وأما الموضعان الآخران في سورة النساء فقد تم الكلام فيهما، لأن في الأول


الصفحة التالية
Icon