فذكر هذا الاسم دون غيره، لأن فيه معنى: أنه نعمهم ورباهم وقام بمصالحهم حتى بلغوا حد التكليف، والمبلغ الذي قدروا فيه على آداء حق الإنعام.
فلما غيروا ما أنعم الله به عليهم عن جهته، وصرفوه إلى معصيته وتقووا بنعمته على مخالفته سلبهم ذلك في الدنيا بأن عجل هلاكهم فأغرقهم.
فالعقاب الموجود ذكره في الآية الأخيرة مما يفعله أهل الدنيا بعضهم ببعض، فذكره عقيب إنعامه عليهم وتغييرهم له بوضع الكفر موضع الشكر، فغير الله سابق الإنعام بيد الإنتقام وكما غيروا غير عليهم.
فالعقاب الأول أولى أن يكون المراد به عذاب الآخرة، لأن فيه الإخبار بالإحراق. والثاني هو العذاب بالإغراق مثل قوله تعالى: (وذوقوا عذاب الحريق) الأنفال: ٥٠ ويعقبه قوله: (.. كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم) الأنفال: ٥٢ وقوله في سورة آل عمران ١٠: (وأولئك هم وقود