الآية الرابعة منعا:
قوله تعالى: (قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير). المائدة: ١٧.
وقال بعدها: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لكم لمن يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير. المائدة: ١٨
للسائل أن يسأل عن شيئين في هاتين المتصلة إحداهما بالأخرى، أحدهما: عن تكرار قوله: ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما: والثاني: صلة الأول بقوله: يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير، وصلة الثاني بقوله: وإليه المصير، وله أن يسأل عن قوله: قل فمن يملك لكم، في سورة الفتح بزيادة لكم هناك، وحذفها هنا.
والجواب أن يقال: إن الآية في سورة الفتح نزلت في قوم تخلفوا عن رسول الله من غير عذر، وتأخروا عن الجهاد، وقالوا، شغلتنا أموالنا وأهلونا، ثم سألوه عليه السلام أن يستغفر لهم، يكتمون بذلك نفقاتهم ويظهرون وفاقهم، وقصدهم استمالته،


الصفحة التالية
Icon