عبد مخلوق مملوك لله، ليس بابن له، ولا بإله، لأن أحدا لا يملك أن يدفع عن المسيح وأمه وسائر من في الأرض من الخلق ما يريد/ الله تعالى إيقاعه بهم من موت أو هلاك، ولا المسيح يملك ذلك، فدل هذا على أنه مخلوق وأن الله تعالى له ملك السماوات والأرض وما بينهما، والمسيح من جملته مملوك مدبر، ولو كان إلها لكان شريكا تته تعالى، ولم يكن لله تعالى ملك السماوات والأرض.
فالقصد بذكر ملك السماوات والأرض وما بينهما في الآية الأولى: أن يبين أن المسيح مخلوق ومملوك ليس بإله ولا بابن الله، إذ لو كان إلها كما زعموا لما كان الله ملكا لجميع السموات والأرض وما بينهما، ولما تهيأ إهلاك المسيح، وكان هذا احتجاجا عليهم خاصة بأنه مخلوق وأن الله يخلق ما يشاء من أمثاله


الصفحة التالية
Icon