في العشر التي تقدمتها، ثم قال: (ما ترك عليها) يريد: على الأرض، وذلك من الإيجاز الذي يقوم مقام الإكثار والإظهار، تقول العرب: ما فوقها أصدق من فلان ولا تحتها أكذب من فلان، يعنون فوق الأرض وتحت السماء، وقوي إضمار هذا الاسم لشهرة الاستعمال فيه، ولأن المذكور مشاهَد لكل متكلّم يقدر على الإشارة إليه، فجرى مجرى "أنا" و (أنت)، في صحة العلم به، والأمن من لبسه بغيره.
وأما قوله في السورة الأخرى: (رلو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا... )
فالمراد: بما كسبوا من الآثام، وإن كان "كسب " يستعمل في الخير والشرّ كقوله تعالى: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، فإنما حذّر الإنسان بهذه اللفظة ما تَجْنيه يداه،


الصفحة التالية
Icon