لرئيسها، ثم أشكال ما تبنى من بيوتها التي لو حاول الإنسان مثلها بأمثلة يحتذيها وتقديرات يقدّمها لتعذّر عليه، ثم إنها تجى من أزاهير النبات والأشجار ما هداها إليه إلهام الله تعالى لها وأرشدها إليه، ثم تَقْلِس ما يجتمع في جوفها عسلاً، فهذه أشياء تقتضى فكراً بعد فكر، ونظراً بعد نظر، فلذلك عقبت بقوله: (يتفكرون).
والمسألة الثانية يجاب عنها بأن يقال: "الأنعام" في سورة النحل وإن أطلق لفظ جمعها فإن المراد به بعضها ألا ترى أن الدَّر لا يكون لجميعها، وأن اللبن لبعض إناثها، فكأنه قال: وإن لكم في بعض الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه، ولهذا ذهب من ذهب إلى أنه رُدّ على النعم، لأنه يؤدي ما يؤديه الأنعام من