كانوا فيه من المخافة عند الأمن، ويكفرون بما أنعم به عليهم من النجاة، فقال: الذي خفتموه من عذاب الله تعالى في البحر لا تأمنوا مثله في البر، لأن الغرق الذي خفتموه هناك بإزائه الخسفُ وإرسالُ الرياح الحاملة للحصباء، فلا يعجزه الآن ما أمكنه إذ ذاك، ثم لا تجدوا مَن يقوم مقامكم ويعصمكم مما يريد إنزاله بكم، وهذا أول ما يطلبه مَن يشرف على هلكةٍ لينقله إلى نجاة.
وأما قوله: (أم أمنتم أن يعيدكم فيه) يعنى في البحر، فيُغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا مَن يتبعنا إذا أهلكناكم بمطالبةٍ بدمائكم، أو بإنكار ما أنزلناه بكم، فالذي يلجأ إليه إذا لم يغن الوكيل في دفع الضرر ووقوع الهلَكة مَن يتبع ذلك بإنكار أوانتصار، وهذا أيضاً مما لا تجدونه.


الصفحة التالية
Icon