حقه الانقطاع عما قبله، ولذلك يجوز أن يكون المؤخر بعدها في اللفظ مقدّما في المعنى
وأما دخول "مِن " وحذفها فقد بيّنّاه في قوله: (.. ولئن اتبعت أهوائَهم من
بعد ماجاءك من العلم..)، وفي موضع.. بعدما جاءك..)، وهو أن القائل إذا قال: (كم أهلكنا قبلهم) فكأنه قال: في الزمن المتقدم على زمانهم، وإذا قال: (من قبلهم) فكأنه قال: من مبتدأ الزمان الذي قبل زمانهم، والزمان من أوله إلى أخره ظرف للإهلاك، لا يختص به بعضه دون بعض.
فإن قال قائل: فلم جاء في سورة طه: (أفلم) بالفاء؟
قلت: لأنه تقدم قوله: (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥)


الصفحة التالية
Icon