الآية الثانية منها
قوله عز وجل: (... فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ... ).
وقال في سورة هود، وكان حقّ ذلك أن يذكر هناك: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ... ).
للسائل أن يسأل فيقول: لِم اختلف في الآيتين قوله: (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا) وقوله: (فَاسْلُكْ فِيهَا) وهل كان يصلح واحد منهما مكان الآخر أم هناك معنىً يخصص كلاًّ بمكانه؟
والجواب أن يقال: إن قوله: (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا) إخبارٌ عمّا كان من الله تعالى
إلى نوح عليه السلام من الأمر بحمل ما يحمله في السفينة، ومَن يحمله من المؤمنين، وتقدّم إليه بإعدادهم للركوب معه ومنع مَن حُظر عليه استصحابه، ثم بعد