الآية الرابعة منها
قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣).
وقال في سورة النمل: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦٧) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨).
للسائل أن يسأل عن تقديم توكيد المضمر المرفوع بقوله (نحن) وتأخير
المفعول، وهو (هذا) في الآية الأولى وعكس ذلك في الآية الثانية، وهل لذلك فائدة تقتضى لكل مكانٍ ما خصّ به؟.
والجواب أن يقال: لما كان الأول في حكاية تظاهرت فيها أفعال أسندت إلى
فاعليها متصلة بها، وهي: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١)
فهذان فعلان تعلّق بهما هذا المحكي، وكل واحد منهما جاء بعده فاعله مواصلا له غير منفصل عنه، ثم بعده: (قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا) فكل هذه الأفعال قُصد بها حكاية ما جاء بعدها، فلمّا