خارج على هؤلاء، وإن صلح عظة لجميع الناس، التفصيلُ الذي جاء بعده في قوله تعالى: (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١)
أي: يحضرون للعقاب لتقدّم ذكر مَن يعطَى الثوابَ، فلم يكن لعطف هذه الجملة على الجملة المتقدمة غير الواو، إذ لا معنى ها هنا من معاني الفاء.
وأمّا ذكر (زينتها) فلاستيعاب جميع ما بُسط فيه الرزق للكفار.
والآية الثانية قبلها: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)
، ولفظ ذلك" عام ومعناه خاص، إذ كانت المصائب تصيب مَن لم يذنب ولا عقاب عليه، فالمراد به بعض المصابين وبعض المصائب، ثم تبعه قوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (٣٢).