للسائل أن يسأل عن اختلاف هذه الآيات الواردة في الوصاة بالإحسان إلى الوالدين والبر بهما إلا إذا دَعَوا إلى الشرك وبعثا على الكفر، وعن مواقعها وهل كان يصلح إحداها مكان الأخرى؟.
والجواب أن يقال: أما موقع هذه الآية من سورة العنكبوت فمشبه مواقع الآيات التى قبلها والتى بعدها، وذلك أنه أجملت فيها الأخبار كقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٧)
اشتمل هذا على جميع معاملة المؤمنين له الدنيا والآخرة، وهى في الدنيا إيمانهم وصالحات أعمالهم التى تكفر بها السيئآت، فلا يؤاخذ بها مَن ضمن جزاؤه على أحسن عمله، وهو طاعهَ الله تعالى التى أخلصها له ولم يقصد أن يعلمها خلقُه، ثم قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)
أي ألزمناه حسنا في أمر والديه، وقياما بحقوقهما عليه ثم قال: وإن أراداك على الشرك فلا طاعة عليك