وفي الآية الثانية اعتمد على الاختصار لما سبق في الأولى من البيان اقتصر على قوله كذبوا وهذا اللفظ إذا أطلق كان لمن كذب بالحق، ألا ترى قوله عز وجل ويل يومئذ للمكذبين المرسلات وإذا قيد جاز أن يقول:
كذب وكذب الصدق، وكذب مسيلمة وكذب النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه إذا عري عن التقييد لم يصح إلا لمن كذب بالحق، فصار قوله تعالى في الشعراء من هذا القبيل بعد البيان الذي سبق في سورة الأنعام.
ولما بنيت هذه الثانية على الاختصار والاكتفاء بالقليل من الكثير جعل فيها بدل سوف السيف وحدها، وهي مؤدية معناها.
ومن النحويين من ذهب إلى أنها من سوف وإن كان ذلك عندنا