وما ليس فيه واو مثل ألم يروا فهو مما لم يقدر قبله ما يعطف عليه ما بعده، لأنه من باب ما لا يكثر مثله، وذلك فيما يؤدي إلى علمه الاستدلالات كقوله تعالى في سورة الأنعام: ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكانهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم، الأنعام: ٦ وهذا مما لم يشاهدوه ولكن علموه.
وكذلك قوله: ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون، يس: ٣١ هو ما الطريق إلى العلم به الاستدلال لا المشاهدة.
فهذا ونحوه مما لم يكثر في معلومهم أشباهه، فهم ينبهون عليه ابتداء من غير تقدير تنبيه على شيء مثله مما قبله.


الصفحة التالية
Icon