فإن عارض معارض بقوله تعالى: ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء، النحل: ٧٩، وقال هذا من القسم الذي يشاهد، وحقه أن يكون ملحقا بقوله، أولأم كما كان قوله أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات، الملك: ١٩، وهما في شيء واحد، فما بالك اختلفا من حيث وجب أن يتفقا؟
والانفصال أن يقال: إنا عللنا موضع ألم بما يوجب أن يكون هذا الموضع من أماكنها، ألا ترى أنا قلنا، هو كل موضع ينبهون عليه ابتداءا من غير تنبيه على شيء مثله مما قبله، فعللنا المشاهدات بما يخرج هذا عنها، لأن قبل هذه الآية: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفدة لعلكم تشكرون، الم يروا إلى الطير مسخرات، النحل: ٧٨-


الصفحة التالية
Icon