٧٩. فبنيت هذه الآية على التي أخبر الله فيها عز وجل عن أول أحوال الإنسان، وأنه أخرجهم أطفالا صغارا، من بطون أمهاتهم، لا يعلمون شيئا من منافعهم فيقصدونها ولا من مضارهم فيتجنبونها، ثم بصرهم حتى عرفوا ونبههم على ما يشاهده كل حي من تصرف الطير في الهواء وعجزه عن مثل ذلك. وكان هذا مقرونا بأولى الأحوال، ولم يتقدمه أمثاله له يقع التنبيه عليها قبله فيكون في حكم ما يعطف على ما تقدمه.
فإن عارض بقوله عز وجل: وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقطنون، أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، الروم: ٣٦-٣٧، وقال إن ذلك مما لا يعلم ولا يشاهد، وحكمه أن يكون بـ ألم.


الصفحة التالية
Icon