أن الجزاء إذا كان جملة ابتداءا وخبر فإن معنى الخبر يكون جزاءا ومقدرا في مكان الفاء، كقولك: إن زرتي فأنا مكرم لك، وإن أحسنت إلي فأنا قادر على مقابلتك، والتقدير: إن زرتي أكرمك، وإن أحسنت إلى قدرت على مقابلتك، وفي قولك: قدرت على مقابلتك ضمان المقابلة.
وأنت إذا قدرت قوله تعالى: وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير، وإن ينلك خيرا يقدر عليه، لم يستقم الكلام، لأن الجزاء حقه أن يكون بعد الشرط، والقدرة على الفعل لا تكون بعده، والمعنى، إن ينلك خيرا يرج لأمثاله، لأنه قادر عليه، وعلى كل شيء قدير، وكونه تعالى قادرا من صفات النفس، وإنالة الخير فعل من أفعاله، فلا يصح أن يكون كونه قادرا متأخرا عنها.


الصفحة التالية
Icon