والجواب عن السؤال الثاني أنه لما قال في الآية الأولى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا..) وكان المعنى أنه لا أحد أظلم لنفسه ممن وصف الله تعالى بخلاف وصفه فأوردها العذاب الدائم، كان قوله: (إنه لا يفلح) عائدا إلى من فعل هذا الفعل، أي: لا يظفر برحمه الله ولا يفوز بنجاة نفسه من كان ما ذكر من فعله، فبناء الآخر على الأول اقتضى أن يكون: (إنه لا يفلح الظالمون).
وأما الآية الثانية في سورة يونس وتعقيبها بقوله: (إنه لا يفلح المجرمون) دون قوله: (إنه لا يفلح الظالمون) وإن كان الوصفان لفريق واحد، فلأنهما تقدمتها الآية التي تضمنت وصف هؤلاء القوم بما عاقبهم به فقال: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتكم رسلكم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي


الصفحة التالية
Icon