بعده بذكر ما يفزعون به وينذرون قرب حلوله، فلأن الجملتين بعدهما لم تتضمنا من المبالغة فيما يحذرون ما ينقطع التنبيه عنده.
أما الأولى فقوله (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به) أي: أعلمتم إن سلبكم الله صحة ما تحسون به المشاهدات، وتعلمون به المغيبات إلها غير الله يردها عليكم؟ وليس هذا استئصالا كما في الآيتين المتقدمتين.
وأما قوله: (أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون) فلأن قبله: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) يونس: ٤٨. مخبرا أنهم استعجلوا العذاب وقيام الساعة فنزلوا منزلة من لا يخافون ما أوعدوا به، ولذلك قال: (ماذا يستعجل منه المجرمون) فلم يكن فيه صريح الاستئصال والإفصاح بالهلاك، فكأنه لم يبلغ حدا لا مزيد للتنبيه فيه، بل هم في تلك الحال