والجواب أن يقال: إن الموضعين اللذين دخلتهما الفاء ما بعدهما مما اقتضاه كلام النبي مما رآه الكفار جوابا له، فكان بناء الجواب على الابتداء يوجب دخول الفاء.
وليس كذلك الآية في سورة الأعراف، لأنهم في جوابهم صاروا كالمبتدئين له بالخطاب، غير سالكين طريق الجواب، لأنهم قالوا: إنا لنراك في ضلال مبين، قال يا قوم ليس بي ضلالة، الأعراف: ٦٠-٦١ فكان كلامهم له كالكلام الذ يبتدئ به الإنسان صاحبه، فلذلك جاء بغير فاء مخالفا طريقة ما الكلام بعده مبني بناء الجواب.
ومما أخرج من الأجوبة مخرج الابتداء بالكلام وإن كان في ضمنه الجواب قوله تعالى: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين، قال إن فيها
لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا


الصفحة التالية
Icon